السؤال الأول /
ما المقصود بالانبياء أولي العزم ؟؟ ومن هم ؟؟
الاجابة / أُولُوا العزم مصطلح قرآني يُطلق على أصحاب الشرائع و الكتب من
الرسل الذين بعثهم الله عَزَّ و جَلَّ إلى شرق العالم و غربه ، أي إلى البشرية كافة ، بل
إلى الجن أيضاً ، و هم سادة النبيين و المرسلين ، و هم خمسة :
1. النبي نوح ( عليه السَّلام ) .
2. النبي إبراهيم خليل الله ( عليه السَّلام ) .
3. النبي موسى كليم الله ( عليه السَّلام ) .
4. النبي عيسى روح الله ( عليه السَّلام ) .
5. نبينا محمد المصطفى حبيب الله ( صلى الله عليه و آله ) .
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ... ﴾ [1] .
عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصادق ـ
( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " سَادَةُ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ خَمْسَةٌ ، وَ هُمْ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ
الرُّسُلِ ، وَ عَلَيْهِمْ دَارَتِ الرَّحَى : نُوحٌ ، وَ إِبْرَاهِيمُ ، وَ مُوسَى ، وَ عِيسَى ، وَ مُحَمَّدٌ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ " [2] .
وَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) [3] : قَوْلَ
اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ... ﴾ [4] ؟
فَقَالَ : نُوحٌ ، وَ إِبْرَاهِيمُ ، وَ مُوسَى ، وَ عِيسَى ، وَ مُحَمَّدٌ ( صلى الله عليه و آله ) " .
قُلْتُ : كَيْفَ صَارُوا أُولِي الْعَزْمِ ؟
قَالَ : " لِأَنَّ نُوحاً بُعِثَ بِكِتَابٍ وَ شَرِيعَةٍ ، وَ كُلُّ مَنْ جَاءَ بَعْدَ نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ وَ
شَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ ، حَتَّى جَاءَ إِبْرَاهِيمُ ( عليه السَّلام ) بِالصُّحُفِ وَ بِعَزِيمَةِ تَرْكِ
كِتَابِ نُوحٍ لَا كُفْراً بِهِ ، فَكُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ ( عليه السَّلام ) أَخَذَ بِشَرِيعَةِ
إِبْرَاهِيمَ وَ مِنْهَاجِهِ وَ بِالصُّحُفِ ، حَتَّى جَاءَ مُوسَى بِالتَّوْرَاةِ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ وَ
بِعَزِيمَةِ تَرْكِ الصُّحُفِ ، وَ كُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ مُوسَى ( عليه السَّلام ) أَخَذَ بِالتَّوْرَاةِ
وَشَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ ، حَتَّى جَاءَ الْمَسِيحُ ( عليه السَّلام ) بِالْإِنْجِيلِ وَ بِعَزِيمَةِ تَرْكِ
شَرِيعَةِ مُوسَى وَ مِنْهَاجِهِ ، فَكُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ الْمَسِيحِ أَخَذَ بِشَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ ، حَتَّى
جَاءَ مُحَمَّدٌ ( صلى الله عليه و آله ) فَجَاءَ بِالْقُرْآنِ وَ بِشَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ ، فَحَلَالُهُ
حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَهَؤُلَاءِ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ
( عليهم السلام ) " [5] .
وَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) ، وَ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) ، قَالَا : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُصَافِحَهُ
مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ فَلْيَزُرْ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ
( عليه السَّلام ) فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّ أَرْوَاحَ النَّبِيِّينَ ( عليهم السلام )
يَسْتَأْذِنُونَ اللَّهَ فِي زِيَارَتِهِ فَيُؤْذَنُ لَهُمْ ، مِنْهُمْ خَمْسَةٌ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ " .
قُلْنَا : مَنْ هُمْ ؟
قَالَ : " نُوحٌ ، وَ إِبْرَاهِيمُ ، وَ مُوسَى ، وَ عِيسَى ، وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ " .
قُلْنَا لَهُ : مَا مَعْنَى أُولُو الْعَزْمِ ؟
قَالَ : " بُعِثُوا إِلَى شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا ، جِنِّهَا وَ إِنْسِهَا " ، [6] .
السؤال الثاني /
ما معنى اسم الله ( الصمد ) في قوله تعالى ( الله الصمد ) ؟؟
معنى اسم الله (الصمد) الوارد في هذه السورة العظيمة . أنقله من بعض كلام ابن
تيمية مع تصرّفٍ في الترتيب والاقتباس للتسهيل .
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص226
ولفظ الصمد يقال على ما لا جوف له في اللغة .
قال يحيى بن ابى كثير : الملائكة صُمد والآدميون جوف ، وفي حديث آدم أن ابليس
قال عنه أنه اجوف ، ليس بصمد .
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص229
و كذلك لفظ (الصمد) فيه الجمع ، والجمع فيه القوة ؛ فإن الشيء كلما اجتمع بعضه
إلى بعض و لم يكن فيه خلل كان أقوى مما إذا كان فيه خلو ، ولهذا يقال للمكان
الغليظ المرتفع : صمد ؛ لقوته و تماسكه واجتماع أجزائه .
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص232
قال أبو عبيد : المصمت : الذي لا جوف له ، وقد أصمته أنا ، وباب مصمت : قد
أبهم إغلاقه ، والمصمت من الخيل : البهم أي لا يخالط لونه لون آخر
ومنه قول ابن عباس : إنما حرم من الحرير المصمت .
فالمصمد والمصمت متفقان فى الاشتقاق الاكبر وليست الدال منقلبة عن التاء بل
الدال أقوى ، والمصمد أكمل في معناه من المصمت وكلما قوي الحرف كان معناه
أقوى فإن لغة العرب في غاية الإحكام والتناسب ، ولهذا كان الصمت عن الكلام مع
إمكانه والإنسان أجوف يخرج الكلام من فيه لكنه قد يصمت ، بخلاف الصمد فإنه
إنما استعمل فيما لا تفرق فيه كالصمد والسيد والصمد من الارض وصماد
القارورة ونحو ذلك ، فليس في هذه الألفاظ المتناسبة أكمل من ألفاظ الصمد فإن فيه
الصاد والميم والدال ، وكلّ من هذه الحروف الثلاثة لها مزية على ما يناسبها من
الحروف والمعاني المدلول عليها بمثل هذه الحروف أكمل .
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج17/ص238
وأما اسم (الصمد) فقد استعمله أهل اللغة في حق المخلوقين كما تقدم
فلم يقل : الله صمد ، بل قال ((الله الصمد)) فبيّن أنه المستحق لأن يكون هو
الصمد دون ما سواه فإنه المستوجب لغايته على الكمال والمخلوق وإن كان صمداً من
بعض الوجوه فإن حقيقة الصمدية منتفية عنه فإنه يقبل التفرق و التجزئة ، وهو
أيضا محتاج إلى غيره فإن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه فليس أحد يصمد
إليه كل شيء و لا يصمد هو إلى شيء إلا الله تبارك وتعالى وليس فى المخلوقات إلا
ما يقبل أن يتجزأ و يتفرق و يتقسم و ينفصل بعضه من بعض والله سبحانه هو
الصمد الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك بل حقيقة الصمدية و كمالها له و حده واجبة
لازمة لا يمكن عدم صمديته بوجه من الوجوه كما لا يمكن تثنية أحديته بوجه من
الوجوه فهو أحد لا يماثله شيء من الأشياء بوجه من الوجوه كما قال في آخر السورة
((ولم يكن له كفوا أحد)) استعملها هنا في النفي أي : ليس شيء من الأشياء كفوًا
له فى شيء من الأشياء ؛ لأنه أحد .
السؤال الثالث /
ما حكم خلع الضرس وتحليل الدم للصائم ؟ وهل يصح صيامه ؟
حكم خلع الضرس
سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن حكم قلع الضرس للصائم وهل يفطر ؟
فأجاب : ( الدم الخارج بقلع الضرس ونحوه لا يفطر
فإنه لا يؤثر تأثير الحجامة فلا يفطر فيه ) .
" فتاوى أركان الإسلام " ( ص 367 ) .
* وسئل عن خروج الدم من لثة الصائم هل يفطر ؟
فأجاب - رحمه الله - : ( الدم الذي يخرج من
الأسنان لا يؤثر على الصوم ، لكن يحترز من ابتلاعه
ما أمكن ، وكذلك لو رعف أنفه واحترز من ابتلاعه ؛
فإنه ليس عليه في ذلك شيء ، ولا يلزمه قضاء ) . "
فتاوى أركان الإسلام " ( ص 366 ) .
* وسئل الشيخ أبو عبد السلام الجزائري - وفقه الله - عمن ينزع ضرساً في شهر رمضان ؛ هل
يُعيد
صيام ذلك اليوم ؟
فأجاب - كما في " فتاويه المطبوعة " ( ص 143 ) - : ( إذا مرض المكلف مرضاً يلزمه
علاجا معيَّنا ، لقوله - تعالى - : (( فمن كان منكم مريضا
أو على سفر فعدة من أيام أخر )) [ البقرة : 184 ]
، ولكن نزع الضرس باستعمال المخدر في المكان
المحيط به ، فإن الضابط في ذلك من حيث صحة
الصوم من عدمها ما يصل إلى الجوف مرورا بالحلق
، فإن أحس شيئا في حلقه وابتلعه فإنه مطالب بالقضاء
، وإن لم يجد شيئا من ذلك فلا شيء عليه وصيامه
صحيح ) .
وتحليل الدم للصائم
مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه لأنه مما تدعو الحاجة إليه وليس من جنس المفطرات
المعلومة من الشرع المطهر [الشيخ ابن باز].